ثمة مواضع آيات من القرآن الكريم يُسَنُّ السجود عند تلاوتها أو سماعها، عند جمهور العلماء، لأن النبيَّ ﷺ كان يسجد عند قراءته لها، ويسجد معه السامعون.
وأركان سجود التلاوة: النية، والتكبيرة، والسجدة، والجلسة بعدها، والسلام. ولا يقرأ التحيَّاتِ في جلوسه باتفاق.
ويُشترط لها ما يشترط لصلاة النافلة من: الطهارة واستقبال القبلة، وستر العورة، وكل ذلك باتفاق (٨٣).
أما عددها: فالمختار عند جمهور أهل العلم أنها أربع عشرة سجدة، والمثبت في المصحف خمسة عشر، وذلك بإثبات سجدة في سورة ﴿ص﴾، وهي سجدة شكرٍ عند الشافعية، وكذلك في رواية عن الإمام أحمد.
وعلامة السجدة - كما في مصحف المدينة النبويَّة -
_________
(٨٣) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: [والصحيح في هذا الباب ما ثبت عن الصحابة - رضوان الله عليهم - وهو الذي دلّ عليه الكتاب والسنة، وهو: أن مسّ المصحف لا يجوز للمُحدِث، ولا يجوز له صلاة جنازة، ويجوز له سجود التلاوة، فهذه الثلاثة ثابتة عن الصحابة]. اهـ. انظر: مجموع الفتاوى (٢١/٢٧٠) ؛ فكأنه رحمه الله يرجّح أن سجود التلاوة ليس بصلاة، فيصح بغير طهارة ولغير القِبلة، وإن كان ذلك خلاف الأولى، كما أفاد بذلك فضيلة العلامة ابن جبرين عند مراجعته لهذا الكتاب، جزاه الله خيراً.