الرسول عليه السلام كحفصة وأمِّ سلمةَ وعائشةَ عندَ ترادفِ نزول الوحي به
وتلاوته في بيوتهن، وأخذِه من منازلهن، وحضورِ من يحضر من النساء
عندَهن، ويقرأ عليهن ويحتَجْنَ إلى تدريسهن، ويأمرُهن الرسولُ - ﷺ - بتعليمهن.
وكان الرسولُ - ﷺ - يأخذ الصحابةَ بتعليم الولايد والأطفال
والأخذ لهم به، حتى روى سعيدُ بن جبيرٍ عن عبدِ الله بن عباسٍ أنه قال:
"جمعت المحكَمَ على عهدِ رسول الله - ﷺ - "، يعني المفصَّل وكانت سنُّهُ إذ ذاك ثلاثَ عشرةَ سنةً أو دونَها.
وقد تحفَّظ أيضاً زيدُ بن ثابتٍ شيئاً كثيراً في حال صِغَرِ سنه.
فروى ابنُ أبي الزِّناد عن أبيه أبي الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابتٍ أنه أخبره
أنه قدم على رسول الله - ﷺ - المدينةَ، قال زيد: فذُهِبَ بي إلى رسول الله - ﷺ - ليُعجَبَ بي، فقالوا: يا رسولَ الله هذا غلامٌ من بني النجار معه مما أنزل الله عليك سبعَ عشرةَ سورة، قال: فأعجَبَ رسولَ الله - ﷺ -، وقال لي النبيُّ - ﷺ -: "يا زيد، تعلَّم كتابَ يهود، فإني والله ما آمنُ يهودَ على كتابي "، قال: فتعلّمتُ له كتابَهم، فما مرت بي