أحدُهما: أنه يمكن أن يكون بلغه أن قائلاً قال: إنها من كل سورة، أو
ظن ذلك كما يقول هذا ويظنه بعضُ أهل عصرنا فقال: "يجعل بين كل
سورتين خطّاً" لزوال هذه الشبهة، وإن كان السلف قد كتبوها غيرَ أنه لم
يدخل عليهم في ذلك شُبهة، والآن فقد تغيّرت الحال.
- ويمكن أيضاً أن يكون الحسن قد اعتقدَ أنه لا يجبُ أن تكتَبَ في
فواتح السور إذا دُوِّنت واتصلت الكتابةُ مما لا يجب أن يُقرأ إذا اتصلت
قراءةُ السُّوَر، وهذا لا ينبني عن أنه يعتقد أنها ليست بآيةٍ منفردةٍ منزَلةٍ عندَ
افتتاح كل سورة وإن لم يكن منها، ولم يجب على كاتبِ القرآنِ وتالِيه
وخاتمه أن يكتبَها ويتولها.
قالوا: فإن قال القائل: فخبرونا عن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أهيَ
عندكم آيةٌ من الحمد أم لا؟
قيل له: لسنا نعلم أنها آية من الحمد أم لا، كما لا نعلم أنها آيةٌ من
غيرها أم لا وإن كنّا نعلم أنّها آية مفتَتَحة بها، لأنه ليس معنا توقيف على
ذلك يوجب العلمَ ولا توقيفٌ على أنها ليست منها، وليس فيما يتعلّق به مَنْ
زعم أنها آية من الحمد لأجل أنّ الحمدَ سبعُ آيات، وبسم الله الرحمن
الرحيم مُشبِهةٌ لآياتها وما بعدَها في العدد والطول، فإذا اتُّفِقَ على أنّ الحمدَ
سبعُ آياتٍ ولم تُعَدَّ بسمِ الله الرحمن الرحيم آيةً منها وجبَ على مسقِطِها أن
يعُدَّ مكانَها (أَنعَمتَ عَلهِيم) آيةً، وليست مُشبِهةً لآيات الحمد، أو يَعُدُّ