وروى أيضا ابو هريرةَ عن النبيّ صلى الله عليه أنه قال: "يقولُ الله سبحانه:
قَسَمتُ الصلاةَ بيني وبينَ عبدي نصفَين، نصفُها لي ونصفُها لعبدي، ولعبدي
ما سأل، يقومُ العبدُ فيقول: الحمدُ لله رب العالمين، فيقول الله تعالى:
حمدني عبدي، ويقولُ العبدُ: الرحمن الرحيم، فيقولُ الله: أثنى علي
عبدي، ويقولُ العبدُ: مالكِ يومِ الدين، فيقولُ الله تعالى: مجَّدَني عبدي.
ويقولُ العبدُ: إياكَ نعبدُ وإياكَ نستعين، فيقول الله تعالى: هذه بيني وبين
عبدي: أؤلُها لي وآخِرُها لعبدي، وله ما سأل، ويقول العبدُ: "اهدنا الصراط المستقيم" إلى آخرها، فيقولُ الله تعالى: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل ".
في نظائر لهذه الأخبار وردت في تعظيمِ شأن الحمد وفضيلتها، والنصّ
على كونها قرآناً، فقد أصارَها إلى ما هيَ عليه من الظهور، فلا شُبهةَ على
عبد الله بن مسعود ولا على غيره في كفر من أنكرها وجَحَدَها، وعبدُ الله مع
ذلك يتركُ كتابتها في مُصحفه لوجهٍ ما، فكذلك يجبُ أن يكون إنما ترك
كتابةَ الناسِ والفَلَقِ لوجهٍ ما.
وروى أبو عُبَيد عن إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن ابن سِيرِين
قال: "كتب أُبي بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب والمعوّذتين، واللهم إنّا


الصفحة التالية
Icon