قال: "كان عبدُ الله يحكُّها ويقول: لا تخلطوا به ما ليس منه " يعني
المعوذتين، وهذا تفسيرُ الراوي ليس هو النص من عبد الله على ذلك
فيُحتمل أن تكونَ التي حكَّها هيَ الفواتحُ والفواصلُ التي لا يجوزُ عندَه أن
تكتَبَ في المصحف على ما رويناه عنه وعن غيره في باب الكلام في بسم
الله الرحمن الرحيم، فهذه الروايةُ التي ليس فيها لفظُ التثنية تقوِّي ما قلناهُ من
تاويلِ ذلك عليه أو توهُّمه، فقد رُوِيَ عن عبد الله بن مسعودٍ أنه رأى خطأً
في مصحف فحَكَه وقال: لا تخلطوا به غيره "، فيمكنُ أن يكونَ مَن رآه
يُحك لم يره يحُك الخط، وقد كان سبقَ علمُه بأنه لا يكتُبُ المعوِّذتين
فتسرع إلى أنّه كان يحُك المعوذتين، فروى على التأويل أنه كان يحكُهما.
على أنّه لو رُوِيَ بلفظِ التثنيةِ أنه كان حكَّهما لاحتملَ ذلك التأويل.
فيُحتملُ أن يكونَ كان يحُك حرفين وقراءتين لم يَثبُتا عنده، وكلمتين قد
كُتبتا ملونتَين، أو على وجهٍ لا يجوزُ عندَه.
ويُحتمل أيضاً أن يكونَ المرادُ بلفظ التثنيةِ أنه كان يحُك الفاتحةَ
والخاتمةَ، فعبَّرَ عن جِنْسِ الفاتحةِ والخاتمة اللتين كان يكتبُهما بعضُ الناس


الصفحة التالية
Icon