كذا وكذا، قال: بلى، قال: وأنت فقد أحسنت، فنكّبتُ بيدي هكذا، وقد أحسنت، قال: فضربَ رسول الله - ﷺ - في صدري وقال: اللهم أذهب عن أبي الشك، قال: فارفَضضتُ عرقاً وامتلأ جوفي فرَقاً، ثم قال صلى الله عليه: يا أبيُّ أتاني مَلَكان اثنان فقال أحدُهما: اقرأ على حرف، فقال الآخر: زده، قال: قلتُ: زدني، قال: اقرأ على حرفين، فقال الآخر زده، قلت: زدني قال: اقرأ على ثلاثةِ أحرف، قال الآخر: زده، قلت: زدني قال: اقرأ على أربعة أحرف، قال الآخر: زده، قلت: زدني، قال: اقرأ على خمسة أحرف، قال الآخر: زده، قلت: زدني، قال: اقرأ على ستةِ أحرف، قال الآخر: زده، قلت: زدني، قال: اقرأ على سبعةِ أحرف ".
وروى قتادة عن يحيى بن يعمر عن سليمان بن صُردٍ الخزاعي عن
أبيّ بن كعب، قال: "قرأت آيةً وقرأ ابن مسعود خلافها فأتينا النبيَّ - ﷺ - فقلت: ألم تُقرئني آيةَ كذا وكذا، قال: بلى، قال ابن مسعود: ألم تُقرئنيها كذا وكذا، قال: بلى، كلاكُما محسن مجمل، فقلت: كلانا ما أحسنَ ولا أجمل، فضرب في صدري وقال: يا أبي إنِّي أُقرئتُ القرآن، فقيل لي: على حرفٍ أو حرفين، فقال الملك الذي معي: قل على حرفين.
قلت: على حرفين، فقيل: على حرفين أو ثلاثة، فقال الملك الذي معي:
على ثلاثة، قلت: على ثلاثة، هكذا حتى بلغ السبعة أحرف ليس منها إلا
شافٍ كاف، إن قلت غفور رحيم، سميع عليم، أو عليم حكيم، عزيز حليم هو كذلك، ما لم تختم عذاباً برحمة أو رحمة بعذاب ".