والوجه الأول من الستة: الجمعُ والتوحيدُ كقوله: (وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ (وكتابه)، وكقوله: (كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) (وللكتاب).
والوجه الثاني: التذكير والتأنيث نحوَ قوله: (صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ)، بالنون ولتحصنكم بالتاء المعجمة من فوقها.
والوجه الثالث: هو التصريف كقوله: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ)، بكسر النون ويقنَط بنصبها.
والوجه الرابع: الإعراب كقو له: (ذُو العَرشِ اَلمجيدُ) بكسر
الدال والمجيدُ برفعها، وأمثال ذلك.
والوجه الخامس: اختلافُ الأدوات كقوله تعالى: (وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا)، بتشديد لكنّ وبتخفيفها إذا قلت لكن مخففاً.
وقوله: (لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ)، بالتخفيف ولمّا بالتشديد إلى أمثال ذلك.
والوجه السادس: اختلاف اللغات كقوله: (وَاَلصابئونَ)
والصابون بالهمزة وإسقاطِها، وقوله: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)، بالإمالة
والتفخيم، فهذه سبعةُ أوجه كلّها منزلة وسائغة جائزة.
وفي بعض ما ذكرناه من تأويل هذه الرواية ما يوضحُ الحق ويمنعُ أهلَ
التأمّل والاستبصار من التورّط في الشبهات والأحوال بتعلل أهلِ الزيغ
والضلال، وبالله التوفيق والتسديد والعصمة والتأييد.