تظاهرت الأخبار بذكره، وعُلم في الجملة ضرورةً من دين النبي - ﷺ - الأمرُ به والدعاء إليه، والتفخيم لشأن القرآن وإجلال حملته نحو قوله - ﷺ -: "إنّ هذا القرآن مأدُبة الله "، و "خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه "، و "ليؤمّكم أقرؤكم لكتاب الله ".
فلقد أخرجهم تكرر سماع هذه الأقاويل من النبي - ﷺ - إلى إكثار وصيّة بعضهم لبعضٍ بحفظ القرآن وتعلُّمه وتعليمه، والمحافظة عليه، والتحذير من تضييعه حتى رُوي عنهم في ذلك أمرٌ عظيمٌ يطول تتبعه واقتصاصه، وكيف يظنُّ بالأمّة التي حالها ما ذكرناه تضييعها لوصية النبي - ﷺ -، وتوافي هممها على العدول عن حفظ القرآن على وجه ينفي عنه الخلل والتضييع، لولا الجهلُ وقلة الدين.
وقد روى أنسُ بن مالك قال: قال رسول الله - ﷺ -: (لله من خلقه أهلون، فقيل: من هم يا رسول الله، قال: أهل القرآن، هم أهل الله وخاصّته "، وروى أنسُ بن مالكٍ قال: قال رسول الله - ﷺ -: "من قرأ مائةَ آيةٍ كُتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آيةٍ لم يُكتب من الغافلين، ومن قرأ