وروى أبو هريرةَ أن النبي - ﷺ - دخل المسجد فسمع قراءةَ رجلِ فقال: "من هذا، "
فقيل: عبد الله بن قيس، فقال: "لقد أوتيَ هذا مزماراَ من مزامير آل
داود"، في كثيرِ من الروايات، وروى أيضًا أبو هريرة وغيره عن النبي - ﷺ - أنه سُئل عن أحسن الناس صوتاَ بالقرآن، فقال عليه السلام: "الذي إذا سمعتَه رأيته يخشى الله ".
وفي خبرِ آخر: أيُّ الناس أحسن قراءةَ، فقال: "الذي
سمعته وأُريته يخشى الله ".
ثم إنه بالغ في زجرهم عن نسيان ما حُفظ من القرآن وتضييعه، وضيّق
الأمرَ فيه وشدده، وكرر القول في ذلك تكراراَ يردع من به أدنى مُسكةِ في
الدين عن مخالفته، فضلاَ عن الصحابة الجلة عليهم السلام، وروى أنسُ بن
مالكِ عن النبي - ﷺ - أنه قال: "عُرضت عليّ أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجلُ من المسجد، وعُرضت عليّ ذنوبهم، فلم أرَ منها ذنباَ أعظمَ من رجلِ تعلم آيةَ أو سورةَ من كتاب الله ثم نسيها". وهذا تحذيرٌ وتشديدٌ من تضييعه.


الصفحة التالية
Icon