بمنزلة السمع والبصر من الرأس "، و "أنهما سيدا كُهول أهلِ الجنة".
و"أنهما وزيراه من أهل الأرض "، وأنَّه "لا ينبغي لقومٍ فيهم أبو بكر أن
يتقدمَهم غيره"، وأن "لو كان بعده نبى لكان عمَر"، ولأن أبا بكرٍ خيرُ
الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسَلين ممن مَضى في سالفِ الدهر ومَن في
غابره"، ورووا في كل واحد ممن تكفرون أنتم وتشهدون عليه بالضلال
والكفر من الفضائلِ والمناقبِ أمراً عظيما كثيراً، وقالوا كلهم: هذه الفضائلُ
أظهرُ وأشهرُ عندَهم مِن نقل هذه الأحرف الشواذ، فيجبُ لذلك أن يوثقهم
ويصدقوهم فيما رووه من هذا أجمع.
ومتى قلتم إنهم قد كذبوا أو غلطوا ووهموا في جميع ما رووهُ من هذهِ
الأخبارِ وجب على اعتلالكم أن لا تأمنوا أن تكون جميعُ الأخبارِ التي أطبق
عليها المسلمون من إعلام الرسل وغيرها كذباً وزوراً، وأن لا تثقوا بصحة
خبرٍ ألبتَّة، وهذا ما لا فصل لهم فيه، وقد بينا فيما سلف وسنبين في باب
الكلام في جمع عثمانَ المصحفَ وأخذهم بالقراءات الثابتة أنه لا يسوغُ
إطلاقُ ما روي من روايات الآحاد، ومن وجه لا يوجبُ العلم بما يقطعُ على