يعني النفس، ولم يتقدم لها ذكر.
وقال لبيد:
حتى إذا ألقت يدا في كافرٍ | وأجن عورات الثغور ظلامها |
والشعاب، من كل موضع يخافه يسمى ثغراً.
وقد يحذفُ ويختصرُ بأن يوقع على شيئين وهو لأحدهما ولا يذكرُ فعل
الآخر، ويقام فعلُ أحدهما مقامَ ما ذكرُ معه على وجه الإيجاز والاختصار
ويضمرُ في الكلام ما كان يجب أن يذكرَ ويُظهر، ومن هذا قوله تعالى:
(يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (١٩) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١) وَحُورٌ عِينٌ (٢٢).
والفاكهة واللحم والحورُ لا يطافُ بها، وإنما معنى ذلك أنهم يؤتون
مع ما يطافُ به عليهم بلحم طير وفاكهة وحور عين، ومنه أيضا قوله تعالى:
(فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ)، أي فادعوا شركاءكم.
قال الشاعر:
تراه كان اللهُ يَجدعُ أنفَه | وعينيه إن مولاه بانَ له وفرُ |
الأنف على سبيل الحذف والاختصار.