وقيل أيضا: إنه خرجَ على مذهب التقرير والاستفهام وأن ألف الاستفهام
أسقط على مذهب الإيجاز والاختصار، فكأنَّه قال على طريقِ التعجب
والتوبيخ لقومه أهذا ربي فحُذف ألف الاستفهام وأنشدوا في ذلك قول
الشاعر:

كذبَتْكَ عينُك أم رأيتَ بواسطٍ غلسَ الظلام من الرباب خيالا.
يريد أكذبتك عينُك، فحذفَ الألفَ اقتصاراً على ما في الكلام من دلالة
استفهام، وهو قوله أم رأيت بواسطٍ لأن أم من حروف الاستفهام.
ويقول الآخر:
ثم قالوا تحبُّها قلتُ بهراً عدد القَطْر والحصى والترابِ
يريد قالوا أتحبُّها.
وأنشدوا أيضا قولَ امرىءِ القيس:
أصاحِ ترى ومضا أريكَ وميضَه
أراد صاح أترى، فحذفَ الألف على وجه الاختصار، وإذا كان ذلك
كذلك، سقط ما ظنوه.


الصفحة التالية
Icon