الختمِ على القلوب وتغشيةِ الأبصارِ وتقليبِ القلوب والحَوْلِ بينَ المرء وقلبه.
وغير ذلك مما عددناه، وخبر تعالى أن إضلالَ الشياطين إنما هي الوسوسةُ
والتزيين والتسويلُ للنّفس، ووعدُ الشرِّ، وأمثال ذلك.
قال الله تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ).
وقال: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) فأخبرَ أنه يُوَسوِسُ في صدور الناس، وقال:
(يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (١٢٠).
وقال: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ).
وقال: (الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ).
والشيطان يضلُّ على وجهين:
أحدهما: الدعوةُ إلى الضلال والوعدُ والتزيينُ للباطل.
والآخر: الوسوسة، وقد وردَ عن الرسول تصديقُ ذلكَ والإقرارُ به.
فروى عبدُ الله بنُ مسعودٍ عن النبي - ﷺ - أنه قال: "إن للشيطان لمةً بابن آدم، وللملك لمة، فأما لمّه الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمةُ الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد من ذلك شيئاً فليعلم أنه من الله وليحمدِ الله، ومن وجدَ الأخرى فليتعوذ باللهِ من الشيطان الرجيم، ثمّ قرأ عليه السلام: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا).
وروى أنسُ بن مالكٍ عن النبي عليه الصلاةُ والسلام أنه قال: "إن
الشيطانَ واضع خطمَه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله خنس، وإن نسيَ الله التقمَ قلبَه "، ورويَ عن عبد الله بن عباسٍ أنه قال: (إنما سُميَ الشيطانُ