عمر (١) وعلموا أن قول ابن عمر: إنه اعتمر في رجب مما وقع فيه الغلط.
الشرح
إذا مع أن هؤلاء كلهم ثقات لكن الغلط لا يسلم منه أحد، وعلى هذا فالنبي صلي الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال؛ لأنها هي بنفسها قالت: إنه تزوجها وهو حلال، وكذلك قال ابو رافع وهو السفير بينهما: إنه تزوجها وهو حلال، وأما صلاته في البيت يعني: في الكعبة فهذا لا شك فيه ثابت، ونفي ابن عباس له يحمل على أنه نفى علمه به، وأما رواية أنه أعتمر أربع عمر فهو ثابت أيضاً.
فالنبي صلي الله عليه وسلم اعتمر أربع مرات؛ العمرة الأولي: عمرة الحديبية، والثانية عمرة القضاء، والثالثة عمرة الجعرانة، والرابعة: العمرة التي كانت مع حجه، فإنه كان قارناً، فهذه أربع عمر، ولم يعتمر النبي عليه الصلاة والسلام سواها أبداً، فقول ابن عمر: إنه اعتمر في رجب هذا مما وهم فيه رضي الله عنه.
* * *
وعلموا أنه تمتع وهو آمن في حجة الوداع، وأن قول عثمان لعلي: كنا يومئذ خائفين (٢) مما وقع فيه الغلط.
الشرح
عثمان رضي الله عنه لا يري التمتع، ويقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام تمتع؛
لأنه كان خائفاً، ولكن هذا ليس بصواب، فإن الرسول كان تمتع وهو آمن ما يكون وليس فيه خوف.
_________
(١) رواه البخاري، كتاب العمر باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم، رقم (١٧٧٥، ١٧٧٦).
(٢) أخرجه مسلم، كتاب الحج باب جواز التمتع، رقم (١٢٢٣)


الصفحة التالية
Icon