فصل


في النوع الثاني: الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
وأما النوع الثاني من سببي الاختلاف وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل، فهذا أكثر ما فيه الخطأ من جهتين حدثتا بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان، فإن التفاسير التي يذكر فيها كلام هؤلاء صرفا لا يكاد يوجد فيها شيء من هاتين الجهتين، مثل تفسير عبد الرزاق (١) ووكيع (٢) وعبد بن حميد (٣) وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، ، ومثل تفسير الإمام أحمد، وإسحاق بن راهوية، وبقي بن مخلد، وأبي بكر بن المنذر، وسفيان بن عيينه، وسنيد، وابن جرير، وابن أبي
_________
(١) عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري الصنعاني أحد الأئمة الأعلام الحفاظ، أخذ عن ابن جريج وهشام بن حسان وثور بن يزيد ومعمر ومالك، ورحل إليه أئمة المسلمين وثقاتهم وأخذوا عنه، قال الإمام أحمد: لم أسمع منه شيئاً لكنه رجل يعجبه أخبار الناس. ولد سنة ١٢٦هـ. وتوفي سنة ٢١١هـ.
(٢) وكيع بن الجراح بن مليح الرقاشي الكوفي أحد الأئمة الأعلام، أخذ عن هشام بن عروة وابن عون وشعبة، وهو من شيوخ الإمام أحمد وطبقته، قال أحمد: ما رأيت مثله في العلم والحفظ والإتقان مع خشوع وورع. توفي سنة ١٩٦هـ.
(٣) عبد بن حميد بن نصر الكسي أخذ عن على بن عاصم ومحمد بن بشر وعبد الرزاق والنضر بن شميل، وأخذ عنه مسلم والترمذي، قال ابن حجر في التقريب: ثقة حافظ. توفي سنة ٢٤٩هـ.


الصفحة التالية
Icon