مستقرا عنده " و" رأته حسبته " كلاهما في النمل. و " رآها تهتز " في القصص. و" رأيتهم تعجب " في المنافقين. ثمّ نهى عن إبدال الهمزة التي بعد الراء في نحو: " قل أرأيتكم " يعني جميع ما جاء من لفظ أرأيت المسروق بهمزة الاستفهام مع الفاء وعدمها. نحو: أرأيتم، أرأيتكم، أفرأيتم، أفرأيت، أرأيت؛ فليس له في ذلك إلا تسهيل الهمزة قولا واحدا. قال:

[تأذَّنَ الأعرافَ سهِّلْ ثمّ فِي موضعِ إبراهيمَ خُلْفٌ اقْتُفِي]
أمر أن يقرأ له بتسهيل الهمزة في قوله تعالى: " تأذّن ربُّك ليبعثن " في سورة الأعراف خاصة من غير خلاف. ثمّ أخبر أنه اختلف عنه في " وإذ تأذن ربُّكم " في سورة إبراهيم فأخذ له بتسهيل همزته أبو العلاء في غايته وابن شيطا في تذكاره وابن خيرون في مفتاحه والخياط في جامعه والهذلي في كامله والصفراوي في إعلانه. وأخذ له فيه بالوجهين سبط الخياط في مبهجه وللمطوعي وغيره عنه أبو معشر في تلخيصه. وأخذ له بتحقيقه بقية أهل الأداء عنه إلا أن نسخ الكفاية اختلفت ففي بعضها التحقيق وفي بعضها التسهيل ولم يرجح في النشر أحد الوجهين على الآخر فيصح الأخذ بهما. فيتعين فيه التسهيل على مد المتصل ثلاثا وعلى توسط المنفصل عند إشباع المتصل. ويتعين تحقيقه على توسط المتصل وعلى مده مع القصر والغنة. ويجوز فيه الوجهان على بقية الوجوه وقد نظمت ذلك فقلت بعد بيت النظم:
تأذّن الأعراف سهِّل ثمّ فِي - موضع إبراهيم خلف اقتفِي
فسهلنه إن تثلث ما اتصلَ - أو إن توسط عند إشباع حصلَ
بدون غنّ أو به وحققَا - لدى توسط اتصال مطلقَا
وعند مده بغن قاصرَا - وعند غير ذي فأطلق تؤجرَا


الصفحة التالية
Icon