يعني إذا قرأت بقصر المنفصل فاترك إدغام " يلهث ذلك " مع جميع ما يترتب عليه من أوجه المتصل وبين السورتين والغنة وعدمها في النون الساكنة والتنوين عند اللام والراء. واقتصر على إظهاره مع الأخذ بالغنة وعدمها واترك التكبير. وهذا ميل منه رحمه الله تعالى إلى اعتبار رتبة المنفصل في غاية أبي العلاء المد ثلاثا عملا بظاهر النشر وهو خلاف ما جرى عليه أخيرا في روضه من الأخذ بقصره منها على ما حرره الأزميري في بدائعه. وعليه فكان الأولى أن يقول بدل هذا البيت:
ويلهث اظهر قاصرا وغنّ إن - تشبع بخلف ثمّ كبِّر لا بغن
وإذا تقرر ذلك فعلى قصر المنفصل يمتنع إدغام يلهث بجميع ما يترتب عليه ويتعين إظهاره مع مد المتصل ثلاثا وأربعا بلا غنّة ولا تكبير فيهما لما سيأتي في بابيهما ومع مده ستا بلا غنّة مع التكبير وعدمه وبالغنة مع عدمه. وترك رحمه الله تعالى بقية تحرير هذه المسألة اتكالا على الموقف. وحاصله أنك إذا قرأت بمد المنفصل ثلاثا فلك مع مد المتصل ثلاثا الإظهار فقط بلا غنّ ولا تكبير ومع إشباعه الإظهار والإدغام مع الغنّة وعدمها فيهما بلا تكبير في الأربعة ومع التكبير عند الإظهار وعدم الغنّة. وإذا قرأت بمده أربعا فلك عند توسط المتصل الإظهار مع عدم الغنّة والإدغام مع الغنّة وعدمها. وعند مده ستا الإظهار والإدغام مع الغنّة وعدمها والتكبير وعدمه. وقد أشرت إلى ذلك ببيتين بعد بيتي المذكور فقلت:
ومع ثلاث إن تثلث أظهرَا - فقط ومع باق فأطلق تؤجرَا
لكن مع الثلاث إن تظهر بلاَ - غنٍّ يجي التكبير يا صاح اعملاَ
ففي قوله تعالى: " ولكنه أخلد إلى الأرض " إلى قوله تعالى: " يلهث ذلك " خمسة أوجه: القصر مع الإظهار فقط والمد ثلاثا مع الإظهار والإدغام والمد أربعا كذلك. فإذا قرأت إلى قوله تعالى: " وأنفسهم كانوا يظلمون " فترتقي الأوجه إلى عشرة: ثلاثة على قصر المنفصل وهي الإظهار مع أوجه المتصل الثلاثة، وثلاثة على مده ثلاثا وهي الإظهار مع مد المتصل ثلاثا وإشباعه، والإدغام مع إشباعه فقط، وأربعة