الاختياري على قصد التعظيم سواء أكان في مقابلة نعمة أم لا، وعرفا فعل ينبئ عن تعظيم المنعم من حيث كونه منعما على الحامد أو غيره سواء كان ذلك قولا باللّسان واعتقادا بالجنان أو عملا بالأركان. والله علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد. وفريد الذات واحدها. قال:

[ثمّ صلاة الله ذي الجلال على النّبيّ المصطفى والآل]
يحتمل أن تكون ثم للاستئناف ويحتمل أن تكون للعطف وعلى الثاني فيحتمل أن تكون للترتيب الذكري وأن تكون للترتيب الرتبي لأن رتبة ما يتعلق بالمخلوق من الصلاة عليه متأخرة ومتراخية عن رتبة ما يتعلق بالخالق من البسملة والحمدلة. والمراد بصلاة الله رحمته المقرونة بالتعظيم. وقوله ذي الجلال أي صاحب العظمة الكبرياء. وقوله على النّبي أي كائنة أو حاصلة على النبي فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. والنبي بالهمز وتركه مأخوذ من النبأ وهو الخبر أو من النبوة وهي الرفعة فهو مخبر عن الله تعالى على الأول ومرفوع الرتبة على الثاني. والمراد به هنا نبينا محمد - ﷺ - لأنه هو المراد عند الإطلاق. والمصطفى المختار مأخوذ من الصفو وهو الخلاص من الكدر. وقوله والآل قيل هم الأتقياء لخبر: آل محمد كل تقي. وقيل هم كل مؤمن ولو عاصيا لأن المقام للدعاء وأحوج من غيره إليه. قال:
[وبعد فاعلم أنّ عن ورش روى الأزرق ثم الأصبهاني سوى]
وبعد. بالبناء على الضم لحذف المضاف إليه ونية معناه والتقدير وبعد البسملة والحمدلة والصلاة على النّبيّ - ﷺ - وآله فأقول لك إعلم.. الخ. فهي كلمة يؤتى بها للانتقال من غرض أو أسلوب إلى آخر. ويستحب الإتيان بها في أوائل الكتب والرسائل إقتداء به


الصفحة التالية
Icon