قال السخاوي١: كان القراء في الأمر الأول يقرأ المعلم على المتعلم اقتداء برسول الله ﷺ فإنه كان يتلو كتاب الله عز وجل على الناس كما أمره الله عز وجل٢. فعلمهم ﷺ القرآن مرتلاً مجوداً كما نزل.
ويؤكد هذه الصلة الوثيقة بين القرآن والتجويد قول ابن الجزري٣:

لأنه به الإله أنزلا وهكذا منه إلينا وصلا٤
فالضمير في لأنه عائد إلى القرآن وفي به يعود على التجويد أي أن الله
١ أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد علم الدين السخاوي شيخ مشايخ الإقراء بدمشق قرأ على أبي القاسم الشاطبي، وعلى أبي اليمن الكندي، وأبي الفضل محمد بن يوسف. قرأ عليه أبو الفتح محمد بن علي الأنصاري وأبو شامة، والقاضي عبد السلام الزواوي وغيرهم. أقرأ الناس نيفاً وأربعين سنة بجامع دمشق. توقي سنة (٦٤٣هـ‍).
غاية النهاية: ١/٥٦٨، سير أعلام النبلاء الذهبي: ٢٣/١٢٢، طبقات الشافعية للسبكي: ٨/٢٩٧، وفيات الأعيان ابن خلكان: ٣/٣٤٠
٢ جمال القراء: ٢/٤٤٦
٣ شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن الجزري، إمام المقرئين وخاتمة الحفاظ المحققين، قرأ على أبي محمد عبد الوهاب ابن السلار، وعلى أبي المعالي محمد بن أحمد بن اللبان، وقرأ على أبي بكر عبد الله بن الجندي وغيرهم، وقرأ عليه الكثيرون منهم ابنه أبو بكر أحمد والمحب محمد بن أحمد بن الهائم، ومحمد بن علي بن نفيس وغيرهم. توفي سنة (٨٣٣هـ‍).
غاية النهاية: ٢/٢٤٧، إنباء الغمر بأبناء العمر للحافظ ابن حجر: ٨/٢٤٥، الضوء اللامع، للسخاوي: ٩/٢٥٥، البدر الطالع للشوكاني: ٢/٢٥٧.
٤ المقدمة الجزرية: ٨


الصفحة التالية
Icon