وليس بينه وبين تركه إلا رياضة امرئ بفكه١
فمن أراد قراءة شيء من كتاب الله سواء كان ذلك المقروء للحفظ أو لمجرد القراءة وجب عليه تصحيح ذلك القدر المقروء.
ولا يتأتى تصحيحه إلا بعرضه وأخذه من أفواه الشيوخ الضابطين، ومتى استنكف عن ذلك استكبارا واعتدادا بالنفس فقد وقع في الخطأ لا محالة ومن هنا لحقه الإثم الذي ذكره العلماء:
من لم يجود القرآن آثم
فإن لرسم المصحف قواعده وضوابطه، ولكل حرف منه مخرجه وصفاته، ولكل لفظ منه كيفيته وأداءه.
وقد قيل في حال من يأخذ العلم عن الشيوخ ومن لم يأخذه عنهم:
من يأخذ العلم عن شيخه مشافهة يكن عن الزيغ والتصحيف في حرم
ومن يكن آخذاً للعلم من صُحف فعلمه عند أهل العلم كالعدم٢
وقيل: لا تأخذوا القرآن من مصحفي ولا العلم من صحفي. ٣
وإن تعجب فعجب قول البعض إن القرآن نزل بلغة العرب والعربي يستطيع قراءته بطبعه فلا يحتاج إلى من يعلمه كيفية النطق به.
وهذا القول لا يصدر إلا ممن خانه فهمه، ولم يكن عن أهل الذكر آخذا علمه فإن أصاب فعلى غير هدى، وإن أخطأ فهو به أجدى {أَفَمَنْ يَمْشِي
١ المقدمة الجزرية: ٨
٢ القول السديد: ٧
٣ شرح ما يقع فيه التصحيف للعسكري: ١٠


الصفحة التالية
Icon