اما ليلته فليلة سار مع رسول الله ﷺ الى الغار فلما انتهيا اليه قال والله لا تدخله حتى ادخل قبلك فانكان فيه شيء أصابني دونك فدخل فكسحه ووجد في جانبه ثقبا فشق إزاره وسدها به فبقى فيها اثنان فالقمها رجليه ثم قال لرسول الله ﷺ ادخل فدخل رسول الله ﷺ ووضع رأسه في حجره ونام فلدغ ابو بكر في رجله من الحجر ولم يتحرك مخافة ان ينتبه رسول الله ﷺ فسقطت دموعه على وجه رسول الله ﷺ فذهب ما يجده ثم انتقض عليه وكان سبب موته واما يومه فلما قبض رسول الله ﷺ ارتدت العرب وقالوا لا نؤدى زكوة فقال لو منعونى عقالا لجاهدتهم عليه فقلت يا خليفة رسول الله تالف الناس وارفق بهم فقال لى إجبار في الجاهلية وخوار في الإسلام انه قد انقطع الوحى وتم الدين أينقص وانا حى روى ابن سعد وابو نعيم والبيهقي وابن عساكر عن ابى مصعب المكي قال أدركت انس بن مالك وزيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة فسمعتهم يتحدثون ان النبي ﷺ لما دخل الغار أنبت الله شجرة الراه فنبت في وجه رسول الله ﷺ فسترته وبعث الله العنكبوت فنسجت ما بينها فسترت وجه رسول الله ﷺ وامر الله حمامتين وحشيتين فوقفتا في فم الغار واقبل فتيان «١» قريش من كل بطن بعصيهم وهراوليهم وسيوفهم حتى إذا كانوا من النبي ﷺ على أربعين ذراعا جعل بعضهم ينظر في الغار فلم ير الا حمامتين وحشيتين فعرف انه ليس فيه أحد فسمع النبي ﷺ ما قال فعرف ان الله تعالى قد درأ عنه بهما فبارك عليهما النبي ﷺ وفرض جزاء بهن والخدرتا في الحرم فافرخ ذلك الزوج كل شيء في الحرم وروى احمد بسند حسن عن ابن عباس ان المشركين قصوا «٢» اثره رسول الله ﷺ فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا لو دخل هاهنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلث ليال وروى الحافظ احمد ابو بكر بن سعيد القاضي شيخ النسائي في مسند الصديق عن الحسن البصري قال جاءت قريش يطلب النبي
(٢) أي طنبوا اثار اقدامه ١٢.