ما رواه احمد وابو يعلى والطبراني بسند لا بأس به عن معاذ بن انس عن النبي ﷺ انه قال من حرس وراء المسلمين في سبيل الله متطوعا لا بأخذ السلطان لم ير النار بعينه الا تحلة القسم وان الله تعالى يقول وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها- قلنا اطلاق الورود على الاشراف والحضور والروية تجوز لا يجوز ارتكابه الا لضرورة ولا ضرورة هاهنا ويأبى عن هذا التأويل قوله تعالى ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا لان الانجاء والترك فيها لا يتصور الا بعد الدخول ولا دليل في الحديث على عدم الدخول فانه يثبت الروية تحلة القسم ولا ينفى الدخول ومعنى قوله تعالى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ بعد ورودهم لا يسمعون حسيسها إذ ابعدوا- وقيل لا يسمعون حسيسها عند ورودهم النار لان الله تعالى يجعلها عليهم بردا وسلما- اخرج هناد والطبراني والبيهقي عن خالد بن معدان قال إذا ادخل اهل الجنة الجنة قالوا ربنا الم تعدنا انا نرد النار- قال بلى ولكنّكم مررتم عليها وهى خامدة واخرج ابن عدى والطبراني عن يعلى بن امية عن النبي ﷺ قال تقول النار للمؤمن يوم القيمة جزيا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبى ولنا على كون الورود بمعنى الدخول ولو على سبيل المرور ما اخرج احمد والحاكم وصححه والبيهقي عن ابى سميّه قال اختلفنا في الورود فقال بعضنا لا يدخلها مؤمن- وقال بعضنا يدخلونها جميعا ثمّ ننجى الّذين اتّقوا فلقيت جابر بن عبد الله فذكرت له فقال وأهوى بإصبعيه الى اذنيه صمننا ان لم أكن سمعت رسول الله ﷺ يقول لا يبقى بر ولا فاجر الا دخلها- فيكون على المؤمن بردا وسلما كما كانت على ابراهيم- حتى ان للنار ضجيجا من بردهم ثمّ ننجّى الّذين اتّقوا ونذر الظّالمين فيها جثيّا- وذكر البغوي انه روى ابن عيينة عن عمرو بن دينار ان نافع بن الأزرق «١» مارى عن ابن عباس رضى الله عنه في معنى الورود- فقال ابن عباس هو الدخول وقال نافع ليس الورود الدخول فتلا ابن عباس انّكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنّم أنتم لها واردون- أدخلها هؤلاء أم لاثم قال يا نافع اما أنت وانا سنروها وانا أرجو ان يخرجنى الله وما ارى الله ليخرجك بتكذيبك- واخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق وابن جرير وابن ابى حاتم والبيهقي عن مجاهد قال خاصم نافع بن الأزرق فذكر نحو ذلك وقال قراح ابن عباس انّكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنّم وأنتم

(١) هكذا في تفسير البغوي وامّا في اصل المفسر رح فهكذا نافع الأزرق خاصم وهو تصحيف ١٢ الفقير الدهلوي


الصفحة التالية
Icon