او قوله تنزيلا يعنى نزل تنزيلا يعنى أتاك القران وأصبت تعب العبادة ونلت اصناف السعادة- وقد أتاك حديث موسى متضمنا ما أصابه من التعب وما ناله من الله جات- فالله سبحانه بعد تمهيد نبوته ﷺ ذكر قصة موسى- ليأتم به في تحمل احياء النبوة وتبليغ الرسالة والصبر على مقاسات الشدائد فان هذه السورة من أوائل ما نزل.
إِذْ رَأى ناراً ظرف لحديث موسى يعنى هل أتاك ما وقع من حادثة موسى وقت رويته نارا- او الفعل مضمر اى حين راى نارا كان كيت وكيت- او مفعول لا ذكر مقدر قال البغوي وذلك ان موسى عليه السلام استاذن شعيبا عليه السلام في الرجوع الى مصر لزيارة والدته وأخته فاذن له- فخرج باهله وماله وكانت ايام الشتاء فاخذ على غير الطريق مخافة ملوك الشام- وامرأته في شهرها لا يدرى أليلا تضع او نهارا- فسار في البرية غير عارف بطرقها فالجاه المسير الى جانب الطور الغربي الايمن في ليلة مظلمة مثلجة شديدة البرد- وأخذ امرأته الطلق فقدح زندة فلم يوره- وقيل ان موسى كان رجلا غيورا فكان يصحب الرفقة بالليل ويفارقهم بالنهار لئلا ترى امرأته- فاخطا مرة الطريق في ليلة مظلمة شاتئة لما أراد الله عزّ وجلّ كرامته- فجعل يقدح الزند ولا يورى فابصر نارا من بعيد عن يسار الطريق من جانب الطور فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا أقيموا مكانكم خطاب لامراته والرفقة- وقيل خطاب لامراته بتأويل الأهل على سبيل التعظيم لكونها ابنة شعيب- قرأ حمزة لاهله امكثوا هنا وفي القصص بضم الهاء في الوصل والباقون بكسرها فيه إِنِّي قرأ نافع وابن كثير وابو عمرو بفتح الياء والباقون بإسكانها آنَسْتُ ناراً اى أبصرتها ابصارا لا شبهة فيه وقيل الإيناس أبصار ما يونس به لَعَلِّي قرأ الكوفيون بإسكان الياء والباقون بفتحها آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ اى شعلة نار تقتبس اى تطلب من معظم النار كذا في القاموس جملة مستانفة أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً (١٠) اى هاديا يدنى على الطريق او يهدينى أبواب الدين فان أفكار الأبرار مائلة إليها في ما يعن لهم- ولما كان حصولها مترقبا غير مقطوع به أورد كلمة الترجي بخلاف الإيناس فانه كان محققا ولذلك حققه ومعنى الاستعلاء في على النار ان أهلها مشرفون او مستعلون المكان القريب منها- كما ان قوله مردن بزيد الباء للصوق مروره بمكان يقرب منه زيد-.
فَلَمَّا أَتاها ظرف لنودى قال البغوي راى شجرة خضراء من أسفلها الى أعلاها أطافت نارا بيضاء «١» «٢» تتقد كأضوء ما يكون- فلا ضوء يغيّر خضرة الشجرة ولا خضرة الشجرة تغير ضوء النار
(٢) وفي تفسير البغوي أطافت بها ١٢ ال؟؟؟ فسير الدهلوي