جئت لخمس خلون من الشهر قيل وضع الميزان تمثيل لارصاد الحساب السوي والجزاء على حسب الأعمال وهذا التأويل غير مقبول عند اهل السنة لعله من كلام اهل الهواء والصحيح ان الميزان على حقيقته اخرج ابن المبارك في الزهد والآجري في الشريعة عن سلمان موقوفا وابو الشيخ ابن حبان في تفسيره من طريق الكلبي عن ابى صالح عن ابن عباس قال الميزان له لسان وكفتان واخرج ابن مردوية في تفسيره عن عائشة قالت سمعت رسول الله ﷺ يقول خلق الله عزّ وجلّ كفتى الميزان مثل السماء والأرض الحديث واخرج بيهقى في البعث عن ابن عمر عن عمر ابن الخطاب في حديث سوال جبريل عن الايمان قال يا محمد ما الايمان قال ان تومن بالله وملئكته ورسله وتومن بالجنة والنار والميزان وتومن بالبعث بعد الموت بالقدر خيره وشره قال فاذا فعلت فانا مومن قال نعم قال صدقت واخرج الحاكم في المستدرك وصححه على شرط مسلم عن سلمان عن النبي ﷺ قال يوضع الميزان يوم القيمة فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت الحديث واخرج الترمذي وحسنه والبيهقي عن انس قال سألت النبي ﷺ ان يشفع لى يوم القيمة قال انا فاعل قلت يا رسول الله فاين أطلبك قال اطلبنى أول ما تطلبنى على الصراط قلت فان لم القك على الصراط قال فاطلبنى عند الميزان قلت فان لم القك عند الميزان قال فاطلبنى عند الحوض فانى لا أخطى هذه المواطن الثلاثة واخرج الحاكم والبيهقي والا جرى عن عائشة قالت قلت يا رسول الله هل تذكرون أهليكم يوم القيمة قال في ثلث مواطن فلا يذكر أحد أحدا حيث يوضع الميزان حتى يعلم يثقل ميزانه او يخف وحيث تطار الكتب حتى يعلم اين يقع كتابه في يمينه او في شماله او من وراء ظهره وحيث يوضع الصراط حتى يعلم ان ينجوا اولا وقد ورد في الميزان أحاديث كثيرة ذكرنا بعضها في السورة القارعة في تفسير قوله تعالى فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية الاية وذكر البغوي انه روى ان داود عليه السّلام سأل ربه ان يريه الميزان فاراه كل كفة ما بين المشرق والمغرب فغشى عليه ثم أفاق فقال يا الهى من الّذي يقدر ان يملا كفة حسناته فقال يا داود انّى إذا رضيت عن عبدى ملأتها بتمرة وأورد لفظ الجمع فقال وتضع الموازين قال النسفي في بحر الكلام اما لان يكون لكل انسان ميزان علمحدة او لان الجمع يذكر ويراد به الواحد تفخيما وتعظيما كما في قوله تعالى فنادته الملئكة وهو جبرئيل وقال الله تعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات والمراد به محمد ﷺ وجاز ان يعتبر كل جزء


الصفحة التالية
Icon