الذي يقوم على ثلاثة قوائم وطرف حافر الرابع وهى من الصفات المحمودة فى الخيل والجياد جمع جواد او جود وهو الذي يسرع فى جريه وقيل جمع جيد قال ابن عباس يريد الخيل السوابق قيل وصفها بالصفون والجودة ليجمع لها بين الوصفين المحمودين واقفة وجارية اعنى إذا وقف كانت ساكنة مطمئنة فى مواقفها وإذا سارت كانت خفافا سراعا قال الكلبي غزا سليمان اهل دمشق ونصيبين وأصاب منهم الف فرس وقال مقاتل ورث سليمان من أبيه داود الف فرس ويرد هذا القول ما قال رسول الله ﷺ نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة- اخرج عبد بن حميد والفريابي وابن جرير وابن ابى حاتم عن ابراهيم التيمي قال كانت عشرين الف فرس ذات اجنحة فعقرها واخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عوف عن الحسن قال بلغني ان الخيل التي عقر سليمان كانت خيلا ذوات اجنحة أخرجت له من البحر لم يكن لاحد قبله ولا بعده- وذكر البغوي عن عكرمة قال كانت عشرين الف فرس لها اجنحة وقالوا فصلى سليمان صلوة الظهر وقعد على كرسيه وهى تعرض عليه فعرضت عليه تسع مائة فتنبه لصلوة العصر فاذا الشمس قد غربت وفاتت الصلاة ولم يعلم بذلك هيبة له فاغتم لذلك..
فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ عطف على جمل محذوفة تقديره إذ عرض عليه بالعشيّ الصّافنات الجياد فاشتغل بها حتى فاته العصر فقال انّى أحببت حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي اى اثرت حب الخير اى المال الكثير والمراد به الخيل التي شغله او اطلق الخير على الخيل لان العرب تعاقب بين اللام والراء فيقول ختلت الرجل وخترته اى خدعته وقيل سميت الخيل خيرا لانه معقود فى نواصيها الخير قال رسول الله ﷺ الخيل معقود فى نواصيها الخير الى يوم القيامة الاجر والمغنم- روى هذا الحديث فى الصحيحين وغيرهما عن عدة من الصحابة وكان الأصل ان يعدى أحببت بمعنى اثرت بعلى لكن لمّا أنيب مناب أنبت عدى بعن وقيل أحببت بمعنى تقاعدت وحبّ الخير منصوب على العلية والمعنى تقاعدت لحب الخير فى القاموس أحب البقر برك فلم يثر حَتَّى تَوارَتْ اى الشمس أضمرت من غير ذكرها لدلالة العشىّ عليها بِالْحِجابِ (٣٢)