أفاء بمعنى صير مجازا او بمعنى رده عليه فانه كان حقيقا بان يكون له عليه السلام لان الله خلق الإنسان لعبادته وخلق ما خلق لهم ليتوسلوا به الى طاعة فهو جدير بان يكون للمطيعين مِنْهُمْ اى من بنى النضير فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ اى ما أجريتم على تحصيله من الوجيف بمعنى سرعة السير مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ ما يركب من الإبل غلب فيه كما غلب الراكب على راكبه والمعنى انه لم يلحق المؤمنين فى تحصيل ما أفاء الله من بنى النضير من المشقة بالحرب وإيجاف الخيل والركاب حتى يستحقوا الغنائم وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ ط يقذف الرعب فى قلوبهم وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فيفعل ما يريد تارة بالوسايط فى الظاهر وتارة بلا وسائط هذه الاية والأحاديث الصحيحة تدل على ان مال بنى نضير كان خالصا لرسول الله - ﷺ - ثم صرفه عليه السلام حيث شاء روى الشيخان فى الصحيحين عن مالك بن أوس ابن الجدثان النضيري انه قال عمر بن الخطاب ان الله قد خص رسول الله - ﷺ - فى هذا الفيء بشىء لم يعط أحدا غيره ثم قرأ ما أفاء الله على رسوله منهم الى قوله قدير فكانت هذه خالصة لرسول الله - ﷺ - يتفق عليه وعلى اهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذه ما بقي فيجعله فجعل مال الله وايضا فى الصحيحين عنه انه جاء عمر حاجبه يرفا فقال هل لك فى عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد رض يستاذنون قال نعم فادخلهم فلبث قليلا ثم جاء فقال هل لك فى عباس وعلى رض يستاذنان قال نعم فلما دخلا قال عباس يا امير المؤمنين اقض بينى وبين هذا وهما يختصمان فى التي أفاء الله على رسوله من بنى النضير فقال الرهط يا امير المؤمنين اقض بينهما وارح أحدهما من الاخر قال اتئدوا أنشدكم الله الذي باذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون ان رسول الله - ﷺ - قال لا نورث ما تركناه صدقة يريد بذلك نفسه قالوا قد قال ذلك فاقبل عمر على علىّ وعباس فقال أنشدكما بالله هل تعلمون ان رسول الله - ﷺ - قال ذلك قالا نعم قال فانى أحدثكم عن هذا الأمر ان الله قد خص رسول الله - ﷺ - فى هذا الفيء بشىء لم يعطه أحدا غيره فقال وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ الى قوله قدير فكانت هذه خالصة لرسول الله - ﷺ - ثم والله ما اختارها دونكم ولا استاثرها عليكم فقد أعطاكموها وقسمها فيكم حتى بقي المال منها فكان رسول الله - ﷺ - ينفق على اهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله فجعل مال الله فعمل بذلك رسول الله - ﷺ - حيوته ثم توفى رسول الله - ﷺ - فقال ابو بكر فانا ولى رسول الله - ﷺ - فقبضه ابو بكر فعمل فيه بما عمل رسول الله - ﷺ - وأنتم حينئذ جميع واقبل على على وعباس يذكران ان أبا بكر فيه كما يقولان والله يعلم انه فيها لصادق بارر أشد ثم توفى الله أبا بكر فقلت انا ولى رسول الله - ﷺ - وابى بكر