يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً
ط قرأ نافع وابن عامر نكفر وندخل بالنون على التكلم والباقون بالياء التحتية على الغيبة وكذا فى سورة الطلاق يدخله ذلِكَ اى مجموع الامرين الْفَوْزُ الْعَظِيمُ لانه جامع لدفع المضار وجلب المنفعة.
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ النار كان الآيتين بيان التغابن وتفصيل له ان تفصيل لغاية الجمع المفهوم من يوم الجمعة تقسيم له.
ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ من زائدة ومصيبة فى محل الرفع فاعل أصاب يعنى ما أصاب مصيبة أحدا من الناس بشئ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ط اى بتقديره وإرادته وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ ويصدق انه ما أصابه من مصيبة الا بإذن الله ويعلم ان ما أصابك لم يكن ليخطيك وما أخطأك لم يكن ليصيبك يَهْدِ الله قَلْبَهُ ط اى يوفقه للصبر والرضا والتسليم عن ابن الديلمي قال أتيت ابى بن كعب فقلت له قد وقع فى نفسى شىء من القدر فحدثنى لعل الله يذهبه من قلبى فقال ان الله لو عذب اهل سمواته واهل ارضه عذبه وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو أنفقت مثل أحد ذهبا فى سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم ان ما أصابك لم يكن ليخطيك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لدخلت النار ثم أتيت عبد الله بن مسعود فقال مثل ذلك قال ثم أتيت حذيفة بن اليماني فقال مثل ذلك ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثنى عن النبي - ﷺ - مثل ذلك رواه احمد وابو داود وابن ماجة وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ حتى القلوب وأحوالها.
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ج عطف على قوله أمنوا بالله وما بينهما معترضات فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ عن طاعة الله ورسوله والفاء للسببية فان تبلغ الأمر بالايمان والطاعة سبب لقوله ان توليتم فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا محمد الْبَلاغُ الْمُبِينُ يعنى توليكم لا يضر محمدا شيئا إذ ليس الواجب عليه الا التبليغ وقد بلغ وضرر التولي يعود عليكم.
اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الجملة فى محل التعليل للامر بالايمان والطاعة وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ عطف على أمنوا وأطيعوا او فيه التفات من الخطاب الى الغيبة تقديره أمنوا وأطيعوا الله وعليه فليتوكلوا قدم الظرف للحصر فان حصر الخير والشر كما كان بتقديره وجب حصر التوكل عليه دون غيره وغير الأسلوب للدلالة على ان الايمان يقتضى التوكل لما ذكرنا هذا على تقدير كون الظرف متعلقا بما بعده وجواز تقديم الظرف على الفاء الجزائية