وهذا في لغة أسد السراة، زعموا كثير «١».
وقوله تعالى وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) فيه لغتان، منهم من يقوله بالوقف إذا وصل، ومنهم من يلحق فيها الواو. وكذلك هو في كل موضع من القرآن والكلام، إلّا أنّ يكون ما قبلها مكسورا أو ياء ساكنة، فإن كانت ياء ساكنة أو حرفا مكسورا نحو «عليهم» و «بهم» و «من بعدهم»، فمن العرب من يقول: «عليهمي» فيلحق الياء، ويكسر الميم والهاء ومنهم من يقول: «عليهمو» فيلحق الواو، ويضم الميم والهاء ومنهم من يقول: «عليهم» و «عليهم»، فيرفعون الهاء ويكسرونها، ويقفون الميم، ومنهم من يقول: «عليهمو» فيكسرون الهاء، ويضمّون الميم ويلحقون الواو ومنهم من يقول: «عليهمي» فيضمون الهاء، ويكسرون الميم، ويلحقون الياء.
وكلّ هذا إذا وقفت عليه، فاخره ساكن، والذي قبله مكسور، وهو بمنزلة ما قبله ياء. وهذا في القرآن كثير «٢».
ومنهم من يجعل «كم» في «عليكم» و «بكم»، إذا كانت قبلها ياء ساكنة أو حرف مكسور، بمنزلة «هم»، وذلك قبيح لا يكاد يعرف، وهي لغة لبكر وائل سمعناها من بعضهم يقولون «عليكمي» و «بكمي»، وأنشد الأخفش «٣» قال سمعته من بكر بن
. (٢). يراجع لهذه القراآت حجّة الفارسي ١: ٤٢، والكشف ١: ٣٥- ٤٠، والبحر ١: ٢٦- ٤٣، إذ فصل القول فيها في هذه المراجع. وقد ذكر سيبويه أنّ كسر الهاء لغة، وتكلّم عليها في الكتاب (٢: ٢٩٣ و ٢٩٤)
. (٣). هو أبو الخطّاب عبد الحميد بن عبد المجيد الأخفش الأكبر، ترجمته في مراتب النحويّين ٢٣، وطبقات الزبيدي ٤٠، وإنباه الرواة ٢: ١٥٧
.