المبحث الخامس لكل سؤال جواب في سورة «النصر» «١»
إن قيل: أيّ مناسبة بين الأمر بالاستغفار وما قبله، فإن مجيء الفتح والنصر، يناسب الشكر والحمد، لا الاستغفار والتوبة؟
قلنا: قال ابن عباس رضي الله عنهما، لما نزلت هذه السورة، علم النبي (ص) أنه نعيت إليه نفسه. وقال الحسن: أعلم النبي (ص) أنه قد اقترب أجله، فأمر بالتسبيح والاستغفار والتوبة. ليختم له في آخر عمره بالزيادة في العمل الصالح، فكان يكثر من قوله: سبحانك اللهم، اغفر لي إنّك أنت التوّاب الرحيم. وعن ابن مسعود رضي الله عنه، أنّ هذه السورة تسمى سورة التوديع. وروي أن النبي (ص) عاش بعد نزولها سنتين.

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها»، لمحمد بن أبي بكر الرازي، مكتبة البابي الحلبي، القاهرة، غير مؤرّخ.


الصفحة التالية
Icon