وقال تعالى: وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ [الآية ٨] ثم قال: فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ لأن معناه المال والميراث فذكّر على ذلك المعنى.
وقال تعالى: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً [الآية ٩] لأنه يريد «وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية يخافون عليهم» أي: فلا يفعلنّ ذلك حتى لا يفعله بهم غيرهم «فليخشوا» أي «فليخشوا هذا» أي:
فليتّقوا. ثم عاد أيضا فقال: «فليتّقوا الله».
وقال تعالى: وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً (١٠) فالياء تفتح «١» وتضم «٢» ها هنا وكل صواب. وقوله فِي بُطُونِهِمْ [الآية ١٠] توكيد.
وقال تعالى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ [الآية ١١]. فالمثل مرفوع على الابتداء وإنما هو تفسير الوصية كما قال:
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٩) [المائدة] فسر الوعد يقول: «هكذا وعدهم» أي: قال «لهم مغفرة». قال الشاعر [من الطويل وهو الشاهد الخامس والستون بعد المائة] :
عشيّة ما ودّ ابن عرّاء أمّه | لها من سوانا إذ دعا أبوان |
وقال تعالى: وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ [الآية ١١] فهذه الهاء التي في «أبويه» ضمير الميت لأنه لما قال: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ [الآية ١١] كان المعنى: يوصي الله الميت قبل
(٢). في الطبري ٨/ ٢٩ الى بعض المكيين وبعض الكوفيين وفي السبعة ٢٢٧ الى ابن عاصم وفي رواية الى عاصم وفي الكشف ١/ ٣٧٨ والتيسير والبحر ٣/ ١٧٩ الى أبي بكر وابن عامر وأبدل في الجامع ٥/ ٥٣ عاصما بأبي بكر في رواية ابن عباس كذا وفي الكشاف ١/ ٤٧٩ والإملاء ١/ ١٦٩ وفي حجة ابن خالويه ٩٥ بلا نسبة وذكر في الأخير انها لغة.