المبحث الثالث أسرار ترتيب سورة «مريم» «١»
أقول: ظهر لي في وجه مناسبتها لما قبلها: أنّ سورة الكهف اشتملت على عدة أعاجيب: قصّة أصحاب الكهف، وطول لبثهم هذه المدة الطويلة بلا أكل ولا شرب، وقصة موسى مع الخضر عليهما السلام، وما فيها من الخارقات، وقصّة ذي القرنين. وهذه السورة فيها أعجوبتان: قصّة ولادة يحيى بن زكريّا (ع) «٢»، وقصّة ولادة عيسى (ع)، فناسب تتاليهما. وأيضا قيل: إن أصحاب الكهف يبعثون قبل قيام الساعة، ويحجّون مع عيسى بن مريم حين ينزل «٣». ففي ذكر سورة مريم بعد سورة أصحاب الكهف مع ذلك، إن ثبت، ما لا يخفى من المناسبة. وقد قيل أيضا: إنهم من قوم عيسى، وإنّ قصتهم كانت في الفترة، فناسب توالي قصتهم وقصة نبيّهم «٤».
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب: «أسرار ترتيب القرآن» للسيوطي، تحقيق عبد القادر أحمد عطا، دار الاعتصام، القاهرة، الطبعة الثانية، ١٣٩٨ هـ: ١٩٧٨ م.
(٢). ولادة يحيى كانت عجيبة، لأنّ أمه كانت قد بلغت سنّ اليأس، وأباه بلغ من الكبر عتيّا، فليس لمثلهما أن ينجب أبدا.
(٣). لم نعثر على هذا الرأي فيما بين أيدينا من مصادر.
(٤). قال ابن كثير: الظاهر أنهم كانوا قبل ملّة النصرانية، لأن اليهود أشاروا على قريش بسؤال النبي (ص) عنهم.
(تفسير ابن كثير: ٥: ١٣٧).
(٢). ولادة يحيى كانت عجيبة، لأنّ أمه كانت قد بلغت سنّ اليأس، وأباه بلغ من الكبر عتيّا، فليس لمثلهما أن ينجب أبدا.
(٣). لم نعثر على هذا الرأي فيما بين أيدينا من مصادر.
(٤). قال ابن كثير: الظاهر أنهم كانوا قبل ملّة النصرانية، لأن اليهود أشاروا على قريش بسؤال النبي (ص) عنهم.
(تفسير ابن كثير: ٥: ١٣٧).