المبحث الثاني ترابط الآيات في سورة «القمر» «١»
تاريخ نزولها ووجه تسميتها
نزلت سورة «القمر» بعد سورة «الطارق»، ونزلت سورة «الطارق» بعد سورة «البلد»، ونزلت سورة «البلد» بعد سورة «ق»، وكان نزول سورة «ق» فيما بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء، فيكون نزول سورة «القمر» في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لقوله تعالى في أولها: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وتبلغ آياتها خمسا وخمسين آية.
الغرض منها وترتيبها
الغرض من هذه السورة: بيان اقتراب الساعة التي أنذر المشركون بها، وقد جاء في آخر سورة «النجم»، أن ساعتهم قد أزفت، فجاءت هذه السورة بعدها في هذا الغرض تأكيدا له، ورجوعا إلى سياق سورة «الذاريات» وسورة «ق» من الإنذار بالعذاب، وقد جاءت سورة «النجم» بعد سورة «الذاريات»، للمناسبة المذكورة فيها فلما انتهت مناسبتها عاد السياق الى أصله قبلها.
اقتراب ساعة العذاب الآيات [١- ٥٥]
قال الله تعالى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) فذكر سبحانه أن ساعة عذابهم قد اقتربت، وأنهم مع

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفني في القرآن»، للشيخ عبد المتعال الصعيدي، مكتبة الآداب بالجمايز- المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة، القاهرة، غير مؤرّخ. [.....]


الصفحة التالية
Icon