وظاهر أن هذا الاحتياط الذي لخصه مبنى على وهْم ما كان يليق بابن حزم أن
يقع فيه.
إن العصر الذي نزل فيه القرآن كان عصر ازدهار في البيان، وقد اقتضت
حكمة الله أن تكون معجزات رسله فوق ما يستطيعه الناس.
كل حسب طبيعة القوم المرسَل إليهم.
إن ثبوت عجز العرب الأصلاء الذين عاصروا نزول القرآن. دليل قاطع - من الواقع لا من الوهم - على عجز اللاحقين.
فالقرآن كان يتحدى آنذاك قوما لهم
فى البيان قدم راسخة. كان يتحدى عصر " القمة " في البيان والفصاحة.
وهذا يدفع شُبهة ابن حزم
* * *
* الرماني والقول بالصرفة:
قلنا فيما سبق أن الرماني من القائلين بأن وجه الإعجاز في القرآن كان
الصرفة.
وترجع وجوه الإعجاز عنده - جملة - إلى سبعة أصول:
١ - ترك المعارضة مع توافر الدواعى وشدة الحاجة.
٢ - تحدى الكافة
٣ - الصرفة.
٤ - البلاغة
٥ - الأخبار الصادقة عن الأمور المستقبلة.
٦ - نقض العادة
٧ - قياسه بكل معجزة.
والبلاغة التي هي أحد وجوه الإعجاز عند الرماني - يقسمها إلى عشرة