والفصل الثالث سميته " خصائص يغلب عليها جانب الألفاظ ".
ودرستُ فيه خمس خصائص: فواتح السور - الفواصل - اللفظ القرآني -
النغم الصوتى - التكرار.
ففى مجال الفواتح كانت الخلاصة أن ذلك إشارة
واضحة للإعجاز البياني الأدبي. وفي مجال الفواصل هُديتُ للفروق بين فواصل الآي الطويلة وفواصل الآي القصيرة، ولم أر أحداً تنبه إلى هذه الفروق، وفى مجال اللفظ فإن ظاهرة الترادف تكاد تكون معدومة في لغة القرآن فلكل لفظ موضع ودلالة.
والقرآن يدعو إلى اختيار الألفاظ في آيتين من آياته ذكرناهما مع التوجيه.
وفي مجال النغم الصوتى فإن القرآن يمتاز بخاصة صوتية فريدة
كفلتها حروفه، وحركاته وسكناته، وجمله وأسلوبه - سواء المرسل منه
والمسجوع - ومع هذا فإن القرآن ليس فيه موضع واحد يُصار فيه إلى حلية
اللفظ أو الصوت دون أن يكون هناك معنى اقتضى هذا العمل. فهما
متعانقان. لذلك ترى طائفة من الآيات مقسمة إلى مجموعات، كل مجموعة
تنتهى بفاصلة متحدة، ثم تأتى آية فاصلتها مختلفة عما قبلها وعما بعدها مع
اتحاد فواصل ما بعدها وذلك كالآيات: (قُتلَ الإنسَانُ مَا أكْفَرَهُ)
إلى آخر سورة عبس. فإن آية: (فَليَنظرِ الإَنسَانُ إلى طعَامه) تفصل
ما قبلها عما بعدها وفاصلتها في نفسها مختلفة عن جاراته.
وذلك لأنها رأس موضوع جديد مؤذنة به مشروحاً فيما تلاها.
أما من حيث التكرار فقد أثبتُ بالدليل أن ما جاء في القرآن مكرراً إنما هو صنع حكيم.
وسردتُ أمثلة موجهة من تكرار الأداة، أو الكلمة، كما تعرضتُ للتكرار في القصة واخترتُ نموذجاً لذلك قصة آدم عليه السلام. ذكرتُ كل نصوصها في القرآن، ودرستها دراسة مقارنة أحسبها فريدة فيما يبدو. وبينت عناصر القصة في كل نص. ثم جمعتُ العناصر
المشتركة في كل النصوص وتحدثتُ عنها.
ثم العناصر المشتركة في مجموعة دون أخرى