هذا مثال نقدمه لنسأل سؤالاً: هل كان فيما قاله العرب قبل عصر نزول
القرآن وتحديه لهم ما يضاهى القرآن في الحسن والجمال، أو يقاربه فضلاً عن
أن يفوقه؟
والجواب: لم يكن شيء من ذلك... ومَن يدعه فليأتنا بمثال، وما هو
بواجد...
وإذا انتفت عنهم هذه المأثورات التي تضاهى القرآن أو تقاربه أو تفوقه -
والحال أن الوسائل كانت ممكنة قبل عصر التحدى - لزم القول بالإعجاز وبهذا يبطل شق مدعاهم.
وهو أن الله سلبهم العلوم التي تمكن من المعارضة.
ولو بقيت لعارضوا.
* * *
* وهم زائل:
أما الشق الثاني:: الذي يذعون فيه أن الله صرف عنهم دواعى المعارضة مع
قدرتهم عليها. فوهم زائل.
: ذلك لأن القرآن تحداهم أن يأتوا بمثله. في صور مختلفة، وأزمنة ممتدة.
يقول الجاحظ: " فلم يزل يقرعهم بعجزهم. وينقصهم على نقصهم، حتى يتبين
لحضعفائهم وعوامهم كما تبين لأقويائهم وخواصهم.
وكان ذلك من أعجب ما أتاه الله مع سائر ما جاء به من الآيات وضروب البرهانات ".
التحدى لم يحدث مرة واحدة، ولا في زمان واحد، ولا بصورة واحدة،
والآيات الآتية تكشف لنا عن هذه المعاني:
قال تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٣).


الصفحة التالية
Icon