ويؤيد الراغب القائل: أنه " من الثلاث إلى التسع " ما ذكره الزمخشري من
أن ذلك ورد عن الرسول عليه السلام حين سأله أبو بكر في أمر المراهنة
المشهورة.
وقد صدق الواقع الآية فغُلِبَت الروم على رأس السنة السابعة.
وهذا الصدق هو الذي حمل بعض العلماء على اعتبار الإخبار الغيبى دليل الإعجاز.
ومما ذكره الباقلاني: الإخبار عن دخول المسلمين مكة فاتحين آمنين حيث قال
سبحانه: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (٢٧).
والإخبار بتحقيق الوعد لأهل بدر حيث تال سبعانه: (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ).
هذه شواهد نقلها القاضي أبو بكر لإثبات كون القرآن معجزا من هذا
الوجه.
وحقيقة... إن القرآن أخبر عن أمور غيبية مستقبَلة فوقعت كما أخبر.
ولم يختلف منها شيء. أو جاء على غير الوصف الذي ورد فيه.
وهذا ليس فى طاقة البَشر.
ويتصل بهذا الفرع إخبار القرآن عن الأمم السابقة إخبارا صادقاً، كقصة آدم عليه السلام، وقصة ولديه قابيل وهابيل، وقصص نوح وإبراهيم وموسى