٣ - الخطابي:
الخطابى ناقد موضوعى، وأديب مرهف الحس، صادق الذوق، وكتابه
فى الإعجاز ذو قيمة خاصة في موضوعه. وقد بدأ كتابه بمناقشة الآراء التى
قيلت في الإعجاز ولم تكن منه. ثم رفضها.
رفض أن يكون وجه الإعجاز الإخبارى عن الغيوب، كما رفض بدعة
ْ- الصرفة وهكذا، ثم أخذ في بيان وجوه الإعجاز في نظم القرآن وتأليفه.
وقد وصل إلى نتائج عظيمة الأثر في فهم الإعجاز.
فقد بنى رأيه فيه على خصائص الأسلوب نفسه، وحددها في ثلاث جهات
هى:
١ - لفظ حامل
٢ - معنى به قائم
٣ - رباط لهما ناظم.
ثم حدَّد بعد ذلك أسباب عجز العرب عن محاكاة القرآن في ثلاث جهات
أيضاً هي:
١ - عجزهم عن الإحاطة بأسماء اللغة العربية وألفاظها التي هي ظروف
المعاني وحواملها.
٢ - جهلهم بجميع المعاني التي تحملها تلك الألفاظ. أي جهلهم بالمعاني
كلها على سبيل الاستقصاء لا جهلهم بها مطلقاً.
وإن لم يصرح هو بهذا إلا أن المقام يقتضيه.
٣ - عدم إدراكهم لجميع وجوه النظومِ التي يكون بها ائتلافها وارتباط
بعضها ببعض.