سادساً - اشتماله على طرق تعبيرهم مع تفوقه، وفي ذلك يقول: " إن الذى
ينقسم إليه الخطاب من البسط والاختصار، والجمع والتفريق، والاستعارة
والتصريح، والتجوز والتحقيق، ونحو ذلك من الوجوه التي توجد في كلامهم موجود في القرآن.
وكل ذلك مما يتجاوز حدود كلامهم العتاد في الفصاحة
والبلاغة والإبداع ".
سابعاً - خلابة عباراته دائماً، وفي ذلك يقول: " إن المعاني التي تتضمن
فى أصل وضع الشريعة، والأحكام، والاحتجاج في أصل الدين، والرد على
الملحدين، على تلك الألفاظ البديعة، وموافقة بعضها لبعض في اللطف
والبراعة مما يتعذر على البَشر ".
ثامناً - تألق التعبير القرآني إذا قُرِنَ بتعبير آخر، وفي ذلك يقول: " إن
الكلام بين فضله، ورجحان فصاحته، بأن تذكر منه الكلمة، في تضاعيف
الكلام، أو تُقذف بين شِعر فتأخذه الأسماع، وتتشرف إليه النفوس، ويرى وجه رونقه بادياً عامراً سائر ما يقرن به كالدُّرَّة التي تُرى في سلك الخرز وكالياقوتة فى واسطة العقد ".
تاسعاً - فواتح سوره، وفي ذلك يقول: " إن الحروف التي بنى عليها كلام
العرب تسعة وعشرون حرفاً، وعدد السور التي افتتح فيها بذكر الحروف ثمان وعشرون، وحملة ما ذكر من هذه الحروف في أوائل السور من حروف
المعجم نصف الجملة وهي أربعة عشَر حرفا ليدل بالمذكور على غيره. وليعرفوا أن هذا الكلام منتظم من الحروف التي ينتظم بها كلامهم ".