ولهذا فإنه عمد إلى سورة كاملة هي سورة النمل، وحللها تحليلاً جميلاً رائعاً
ليكشف مواطن الجمال فيها.
* * *
* البديع والإعجاز عند الباقلاني:
الباقلاني يرفض أن يكون " البديع " الذي ذكروه وسيلة من وسائل كشف
النقاب عن أسرار الإعجاز، وإن كان البديع فيه على أبهى صورة، وفي أجمل
موقع.
والأساس الذي بنى عليه المؤلف رأيه في البديع من حيث دلالته على وجوه
الإعجاز هو أن هذه الأمور تنقسم، فمنها ما يمكن الوقوف عليه، والتعمل له، ويُدرك بالتعلم فما كان كذلك فلا سبيل إلى معرفة إعجاز القرآن به، وأما ما لا سبيل إليه بالتعلم والتعمل من البلاغة.
فذلك هو الذي يدل على إعجازه.
وعلى هذا فإن بعض وجوه الإعجاز عنده يمكن أن تُفهم من جهة البلاغة. مثل الفواصل، والتصرف في الاستعارة البديعة، والإيجاز، والبسط، وما إلى
ذلك من مظاهر البلاغة.
* والخلاصة: أن ما كتبه الباقلاني - مهما أخذَ عليه - ثروة نقدية
عظيمة، ولفتات فنية رائعة. ولهذا فإن كتابه في الإعجَاز هو خير ما كُتِبَ
فى عصره في هذا الموضوع، ولم يُرَ حتى الآن ما يقاربه أو يساويه.
* * *
٥ - عبد القاهر الجرجانى:
فى مقدمة " الدلائل " يحدد عبد القاهر المراد بالنظم وهو أنه: تعليق الكلم
بعضها ببعض.


الصفحة التالية
Icon