الإعجاز القرآني، والتي أنهاها بعضهم إلى ثمانين كما ذكر هو، مؤمن بأن
هذه الوجوه كلها تصلح توجيها لبيان الإعجاز القرآني.
ثانياً: ومما يراه السيوطي كذلك أن وجوه الإعجاز لا تقف عند هذا الحد. بل هى لا نهاية لها.
ثالثاً: أنه يتخذ من عبارة السكاكى التي نقلها دليلاً على رأيه.
والحق أن عبارة السكاكى لا يُفهم منها صراحة أن السكاكى يرى تعدد وجوه الإعجاز على الوجه الذي نهج عليه السيوطي. فقد يكون الإعجاز عنده - السكاكى - وجهاً واحداً يُدرك ولا يمكن ضبطه وجعله تحت مقياس معين. وقد يكون وجوها كثيرة لا تخضع لقواعد الحساب.
وعلى كل فإن استشهاد السيوطي بكلام السكاكى غير مسلم.
فهل لاستقامة الوزن عامل واحد أدى أن يكون جميلاً آسراً. أم له عوامل متعددة.
الذي أفهمه أن السكاكى يرى أن الجمال الفنى - وفي قمته الإعجاز - إحساس نفسي لا تتيسر العبارة عنه، وذلك شأن الحقائق الكبرى.
فإذا رجعنا إلى ما ذكره السيوطي فإننا نجد بين ما ذكره وجوهاً هي قطعاً
ليست من الإعجاز في شيء. وإن كانت لازمة من لوازم القرآن.
من ذلك أنه ذكر أول وجه من وجوه إعجازه " العلوم المستنبطة منه "،
ثم " كونه محفوظاً من الزيادة والنقصان "، و " مشتبهات آياته "،
و" ورود مشكله "، و "وقوع ناسخه ومنسوخه "، ثم " ما انطوى
عليه من الإخبار بالمغيبات "، ثم " إخباره بأحوال القرون السالفة والأمم
البائدة "، ثم " تيسيره تعالى حفظه وتقريبه " هذه وجوه ثمانية، ولها