البَشر - موقف القرآن من العلوم الكونية - سياسته في الإصلاح
- أنباء الغيب فيه - آيات العتاب - ما نزل بعد طول انتظار
- مظهر النبي - ﷺ - عند هبوط الوحي عليه - آية الباهلة - عجز الرسول عن الإتيان بمثله! - الآيات التي تجرد الرسول من نسبته إليه - تأثير القرآن ونجاحه.
ذلك وجه الإعجاز عنده. وما رأيتُ بين من كتب في إعجاز القرآن مَن
يخلط مثل هذا الخلط. فيُدخل في الإعجاز ما ليس منه. وهذه الأوجه التى
ذكرها لا يدخل في باب الإعجاز منها سوى الأولين وإن أمكن دمجهما
تحت " الأسلوب ".
وإلا فما صلة ما نزل بعد طول انتظار بالإعجاز؟ وما صلة مظهر النبي عند
نزول الوحى بالقرآن به؟ كذلك وما صلة آية الباهلة به؟
ثم كيف ساغ للمؤلف أن يجعل " عجز النبي عن الإتيان بمثله " عنواناً لوجه
من وجوه الإعجاز؟ وهذا العنوان يوحى في ظاهره أن النبي عليه السلام حاول أن يأتى بمثله فكبا!!
والآيتان اللتان استشهد بهما وهما قوله تعالى: (قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (١٦).