ونحن نحسب للمؤلف الوجهين الأولين وهما إشارة واضحة إلى الإعجاز
البياني. كما لا نخالفه في الوجه الأخير وهو تأثير القرآن باعتباره لازماً من
لوازم أسلوبه. وبلاغته الآسرة.
أما ما عدا هذا فليس من الإعجاز في شيء وإن تحمس لرأيه وحاول أن يقنع
به الآخرين.
على أن ما أورده هو يمكن دمج بعضه في بعض مثل أسلوبه
وطريقة تأليفه فكان حرياً به أن يجتنب ما على مثله عاب الآخرين.
* * *
١٠ - عمد الكريم الخطيب:
قد سبقت الإشارة إلى أن عبد الكريم الخطيب وضع كتاباً في إعجاز القرآن
وقد أخرج هذا الكتاب في جزءين:
الجزء الأول: وقفه على دراسة الإعجاز في أقوال السابقين، وفيه تحدث عن
كثير من الموضوعات التي قد لا تتصل بالإعجاز مباشرة، كالمعجزة والنسخ
وما أشبه هذه البحوث.
أما الجزء الثاني: فقد دل عنوانه " الإعجاز في مفهوم جديد " على أن
الخطيب سيدرس أو درس فيه وجوهاً جديدة للإعجاز لم يعرفها أحد قبله.
والذي يهمنا بالطبع ما ذكره في هذا الجزء، لأنه يمثل الجديد - كما يُشعر به
العنوان - كذلك - يمثل رأى الخطيب نفسه في الإعجاز.
إذن فما هو ذلك الجديد الذي اهتدى إليه؟ ننظر...
يرى الخطيب أن الجديد في الإعجاز هو:
١ - الصدق المطلق الذي نزل به القرآن، وهو صدق لا تعلق به ذَرة من شك وقد جعل هذا الصدق والأثر القوى على النفوس والسلطان التمكن من القلوب، جعل كثيراً من الناس يُقبلون على الإسلام عندما يسمعون القرآن فترق له قلولهم.
كقصة إسلام عمر رضى الله عنه.