١ - فهى ترى - مثلاً - أن القرآن يُفرق بين كلمتى " حلف " و " أقسم "
ونصها في ذلك: ".. لا يهون أبداً أن نفسر القَسَم بالحلف وصنيع القرآن يلفت إلى فرق وثيق بينهما. فإن لم نقل إن القَسَم اليمين الصادقة حقيقة أو وهماً -
والحلف لليمين الكاذبة على إطلاقها. فلا أقلَّ أن يكون بين دلالتهما الفرق بين العام والخاص فيكون القَسَم لمطلق اليمين بعامة.
ويختص الحلف بالحنث فى اليمين على ما اطرد استعماله في البيان القرآني ".
وكان مبنى هذا الاستنتاج عندها استعراض الآيات القرآنية التي وردت فيها
الكلمتان. ومن العرض ظهر أن القرآن لم يستخدم " حلف " إلا في مواضع
الحنث، بينما استخدم " أقسم" في مواضع الصدق الحقيقي أو ما كان مبعثه
الاعتقاد المجرد.
فمن النوع الأول قوله تعالى: (وَلَا تُطِعْ كل حَلافٍ مهِينٍ).
وقوله: (وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إنَّهُمْ لمِنكُمْ وَمَا هُم منكُمْ) ْ
ومن الثاني قوله تعالى: (وَإنَّهُ لقَسَمٌ لو تَعْلمُونَ عَظِيمٌ).
وقوله تعالى: (هَلْ فِى ذَلِكَ قَسَمٌ لذِي حِجْرٍ).
٢ - وهي ترى - مثلاً - أن القرآن الكريم كثيراً ما يستغنى عن الفاعل فى
سياق الحديث عن القيامة وأهوالها. إما ببناء الفعل للمجهول، وإما بالإسناد
المجازى. أو بالمطاوعة.