وذكرتُ نصوصه وعرَّفته وبيَّنتُ لماذا كان هذا النوع من أخص خصائص القرآن.
ووجَّهتُ ذلك توجيهاً مستمداً من طبيعة الظاهرة نفسها.
وفصل التشبيه بعامة أرجو أن أكون وُفًقتُ في دراسته على نفس الصورة التي ورد عليها، والتي أظن أنها يمكن أن تأخذ بعض ملامح الجديد.
والفصلان الثاني والثالث.. درستُ فيهما المجاز القرآني في صوره المختلفة
مع التركيز على الاستعارة - وإنما جعلتهما فصلين؛ لأن الثاني درستُ فيه المجاز من خلال نص " مختار " من سورة البقرة، والثالث درستُ فيه المجاز من خلال نص " مختار " من سورة الأعراف.
ومنهج البحث في الفصلين واحد حيث درستُ الكلمة المستعملة مجازاً فيهما في كل صورها في القرآن، وبعد جمع تلك الصور قمت بالنظر فيها لأوجه مجازها ثم أتبع كل مادة درستها بما لاحظته على استعمالها في القرآن.
وقد درستُ في هذين النصين مواد متعددة على سبيل الاستقراء التام لمواضعها في القرآن - فيما عدا مادتين اكتفيتُ ببعض
أمثلتهما لورودهما كثيراً كثرة يصعب معها ذكر كل نصوصهما في بحث كهذا.
على أن ما ذكرته منها كاف لإيضاح منهج القرآن فيهما، وهما:
" تبع "، و " أخذ ".
ومن أهم النتائج التي أسفرت عنها الدراسة في هذين الفصلين أن القرآن
الكريم يستخدم كل مادة على منهج معيَّن، ولاعتبارات دقيقة.
ثم يلتزم هذا المنهج في جميع صور المادة، وذلك الالتزام يكون في المجاز - مثلاً - أو المدح، أو الذم، أو غير هذه جميعاً فمثلاً: مادة " ذاق ".
لم ترد في القرآن إلا مجازاً استعارياً، ولم ترد - كذلك - إلا في مواضع المخالفة والمؤاخذة.
مثل: (ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ).
ومادة " ختم " يستخدمها القرآن إذا كانت " فعلاً " في مواضع الذم
والتهديد، وإذا كانت " اسماً " يستخدمها في مقام المدح والترغيب.


الصفحة التالية
Icon