المرحلة الأولى: مرحلة الصراخ.
وفي هذه المرحلة لم يكن في أصوات اللغة
الإنسانية أصوات مد (لين) ولا أصوات ساكنة. بل - كانت مؤلفة من أصوات مبهمة كدوى الريح وخرير الماء، وحفيف الأوراق.
المرحلة الثانية: مرحلة المد، وفي هذه المرحلة ظهرت أصوات المد في اللغة
الإنسانية وتخلصت من الأصوات المبهمة.
المرحلة الثالثة: وفي هذه المرحلة ظهرت الأصوات الساكنة في اللغة مثل
الباء، والتاء، والثاء... وهكذا.
ويعتمد الباحثون في تقرير هذه النظرية على ما هو مشاهدُ من لغة الطفل فى
مراحل نموها المختلفة.
وهذا التقسيم من حيث تطور الصوت اللغوي نفسه.
أما من حيث دلالته على معناه فلهم فيه مذهبان:
المذهب الأول: وعلى رأس القائلين به " ماكس مولر "، مؤداه أن الألفاظ
بدأت دالة على معان كلية ثم تفرعت عنها المعاني الجزئية.
ودليلهم عليه ما سبق ذكِره من الدراسة التي قاموا بها حول اللغات " الهندية - الأوروبية ".
وقد سبق هناك أن هذه النظرية غير مسلمة، فكذلك ما أثبت - هنا - اعتماداً على صحتها.
المذهب الثاني: مؤداه أن المعاني الجزئية سابقة على المعاني الكلية.
لأنها - أي المعاني الكلية - مرحلة أرقى من تلك. لذلك فإن النفس ترتاح لهذا الرأي".. ويمكن الاعتماد فيه على تطور الدلالة في لغة الطفل..
كما أن المعاني الحسية سابقة على المعاني الذهنية.
والمعاني الحقيقية سابقة على المعاني المجازية.. لأن كلاً من المعاني الكلية والذهنية والمجازية تتطلب رقياً فكرياً لم تتوافر أسبابه لدى الإنسان الأول.