١ - المفرد:
واللفظ المفرد هو أول ما وُضِعَ من الكلام. وفيه تبدو اللغة في أبسط
مظاهرها. لأن دلالته هي الفكرة الواحدة البسيطة سواء أكانت دلالة مستقلة
أو بطريق الاشتراك مع ألفاظ أخرى مثل الترادفات..
وسواء خُص اللفظ بمعنى واحد أو كانت له معان ويظهر المراد منها بالقرائن..
ونريد ب " اللفظ المفرد " - هنا - الأسماء مطلقاً. دون الأفعال أو الحروف
لأن الفعل لا يقع مفرداً وإن أمكن النطق به كذلك. لاستلزام الفعل فاعله.
والحروف ليست لها دلالة مستقله.
والاسم المفرد - سواء أكانت دلالته حسيَّة مثل الورق، أو معنوية مثل الحرية، فإن هذه الدلالة لا يمكن استفادتها من الاسم إلا بعد تجارب يمر بها الإنسان مع اللفظ نفسه، وهذه التجارب في الغالب تعتمد على المراحل الآتية:
أولاً: كثرة المشاهدة والتكرار.
ثانياً: موقف الإنسان من هذا الشيء المتكرر المشاهَد.
ثالثاً: اختيار الإنسان ضابطاً لهذا الشيء وإطلاقه عليه.
رابعاً: اشتهار ذلك الشيء بهذا الإطلاق وارتباطه به في الذهن وجوداً
أو عدماً.
هذه المراحل نظنها ضرورية لمشكلة وضع الأسماء على مسمياتها.
ويمكن أن نسميها تجارب أصلية عامة كان لها دور كبير - وما زال - في وضع المفردات وهناك تجارب طارئة خاصة تكتنف دلالة المفرد. وتثير في الذهن شعوراً خاصاً مفرحاً أو مقبضاً حسب تجارب الشخص ونوعها.