ثانياً - الأسلوب الأدبي: الأسلوب الأدبي كالأسلوب العلمي فيه " أفكار " وله " ألفاظ " تحمل تلك الأفكار، والاختلاف بينهما يأتى من حيث نوع الفكرة التي يؤديها كل منهما، والعبارات الدالة عليها ووسيلة الإدراك التي يخاطبها.
والفكرة فيه غير الحقائق الثابتة.
بل هي معان وليدة الإحساس والشعور، ورؤى هي في طبيعتها فردية خاصة وإن إشترك فيها كثير من الأدباء، وقد تكون الفكرة في الأسلوب الأدبي حقيقة ثابتة لكن الأديب لا يعرضها في قوالب جافة وقوانين منطقية بل يعرضها عرضاً أدبيا أخاذاً كقوله عليه السلام: " إياكم وخضراء الدمن "..
قيل: من هى يا رسول الله؟ قال: " المرأة الحسناء في النبت السوء " فالحقيقة الثابتة - هنا - معروضة مع دليل التنفير منها لكنه دليل أدبي ذوقى.. لا علمى منطقى.
ولذلك اختص الأسلوب الأدبي بالخصائص الآتية:
(أ) استثارة العاطفة: العاطفة هي قِبْلة العبارة الأدبية.
إياها تعنى ولها تتحدث.
والعاطفة تتلقى شعوراً وانفعالات. فتتأثر بها.
وتتأمل ما تتأثر به.
ولا بدَّ لها من موقف إزاءه.
هذا الموقف قد تتفق فيه العاطفة المتأثرة مع العاطفة المؤثرة.
وقد تختلف معها.
ولكنه على كل موقف صنعه ذلك التأثر.
وهذا الموقف هو المسمى بالاستجابة للعمل الأدبي شِعراً أو نثراً وهو - كما في الحديث - إثارة شعور النفرة من المرأة المذكورة.
وقد تكون الاستجابة إمتاعاً جمالياً مستوحى من التجربة موضوع الحديث.
وقد تكون إشفاقاً أو رثاءً.