ضربت الموت مثلاً للكفر والضلال، والحياة مثلاً للإيمان والهدى، فالكافر
الضال ميت.. والجامع بينهما عدم النفع. والمؤمن حي.. والجامع بينهما
الانتفاع بكل.
وقد روعي في جانب تشبيه الكافر ما روعي في جانب تشبيه المؤمن، فقد
قال سبحانه في تشبيه المؤمن: (وَجَعَلنَا لهُ نُوراً يَمْشِى بِه فِى النَّاسِ).
فقوله: " يمشى به في الناس ". زيادة تقرير وإيضاح.
وقال في جانب الكافر: (كَمَن مثَلهُ فِى الظُلمَاتِ ليْسَ بخَارِجٍ مِنْهَا)
فقوله: " ليس بخارج منها " زيادة تقرير وإيضاح، لماَ روعيت هناك
روعيت هنا. فتعادلت كفتا الميزان.
* إجمال:
هذه مُثُل وتشبيهات بيَّن القرآن بها ضعف عقيدة الكفر، وقد رأينا الكافر
فيها أعمى مرة وأصم أخرى، وميتاً ثالثة، وكالأنعام بل هو أضل رابعة.
يعيش في عزلة عن المجتمع الإنسانى الصالح كما تعيش البهائم. يأكل مثل
أكلها.. ويهيم على وجهه مثلها، يسوم كما تسوم، هي مصيرها أن تذبح
لكنها غافلة. وهو مصيره النار.
ثم تراه - بعد - متحجراً، بليد الإحساس وباطله الذي عليه زائل لا ينفع
كرغاوى السيل وإفرازات المعادن إذا صهرَت بالنار. فما أضله وما أضل
مسعاه... ؟ (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (٤٠).
* *
٢ - ضعف المعتقد:
* مثله كمثل الكلب:
وقد صوَّر القرآن هذا الجانب في صورة مختلفة من التشبيه والتمثيل فها هو
يمثل لهم حالهم بحال الكلب. ذلك المخلوق الحقير. فيقول سبحانه: