٣ - بطلان الأعمال:
كما تحدث القرآن عن ضلال معتقد الكافرين، وعن ضعف آلهتهم وعن
ضعفهم في أنفسهم.
تحدث عن بطلان أعمالهم التي يقدمونها ويحسبون أنها
نافعة لهم.
* صورة أولى - صفوان ووابل:
ومن هذا قوله تعالى: (.. كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (٢٦٤).
الصفوان: الحجر الأملس. والوابل: المطر العظيم. والصلد: الآجر النقى..
والآية تمثل أعمال الكافرين الصالحة - بحسب الظاهر - كصلة القُربَى والعطف على الفقراء. وإغاثة الملهوف.
وهذا المثل صورة أدبية مستوفية العناصر والأركان. موفية بالغرض أحكم
وفاء. هي تشبيه تمثيلي مُثلت فيه أعمال الكافرين بتراب منثور على حجر من الصوان الأملس. فهطلت عليه الأمطار فحملته وذهبت به كل مذهب فلم يبق منه فوق الحجر شيء.
التشبيه تمثيلي مركب - كما سبق - شُبِّهت فيه هيئة بأخرى.
ويجوز أن يكون من قبيل المفرد..
فيُراد ب " الصفوان ": الكفر والرياء - إشارة إلى عقم الكفر والرياء -
شبه كل منهما بالصفوان الذي لا ينبت ولا يمسك ماءً.