والأولى حمل الكلمة الطيبة على جنس الكلام الطيب.
والكلمة الخبيثة على جنس الكلام الخبيث لا أن تخص الأولى بكلمة التوحيد. والثانية بكلمة الكفر.
ولا مانع أن تكون كلمة التوحيد أصلاً في الكلمة الطيبة.
وكلمة الكفر أصلاً فى كل كلام خبيث.
والتشبيه في الصورتين تشبيه مفرد - وهو " الكلمة الطيبة " في الأولى،
و" الكلمة الخبيثة " في الثانية - بمركب. وهذا ظاهر.
ووجه الشبه في الأولى ما يترتب على كُل من الآثار النافعة. والمنافع الجمَّة.
أما في الثانية فالوجه عدم ترتب آثار نافعة في كُلا، وإن كان أثر الكلمة
الخبيثة هو إدخال قائلها النار.
ويتصل بمبدأ الترغيب أمور هي:
١ - المدح والثناء.
٢ - وصف النساء والحور والولدان.
٣ - وصف الجنة.
ونورد أمثلة ذلك من التشبيه والتمثيل القرآني على نفس الترتيب المذكور.
١ - المدح والثناء:
ويأتي في مقدمة هذا الجانب مدح القرآن للرسول وأصحابه.
قال سبحانه:
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (٢٩).


الصفحة التالية
Icon